قطاع
الخدمات المالية

تعتبر البحرين المركز المالي في مجلس التعاون، إذ أنها تتمتع بقطاع مالي يضم أكثر من 400 مؤسسة مالية محلية، وإقليمية ودولية. وعلى مدى أكثر من 40 عاماً تولى مصرف البحرين المركزي مسؤولية تنظيم قطاع الخدمات المالية، الأمر الذي عزز من فاعلية البيئة التنظيمية.

يشكل قطاع الخدمات المالية أكبر مساهم غير نفطي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبحرين، ويستمر هذا القطاع في النمو بسبب الاهتمام المتزايد من المؤسسات المالية الدولية بتقديم أفضل الخدمات المالية المساندة وأكثرها فاعلية من حيث الجودة والتكلفة.

وتقدم سوق البحرين العديد من الميزات التنافسية بما فيها تكاليف التشغيل المنخفضة وتوافر الكوادرالوطنية المهنية والمدربة.

والجدير بالذكر أن البحرين تمتلك أكبر قدر من الخبرة في الصيرفة الإسلامية بالمنطقة، ما يجعلها في قلب قطاع الخدمات المالية الإسلامية على المستوى الدولي. ووفقاً لتقرير «تومسون رويترز لعام 2017 حول تطور القطاع المالي الإسلامي» استطاعت البحرين على مدى الخمس سنوات الماضية إحراز المرتبة الثانية بعد ماليزيا متقدمة بذلك على العديد من المؤسسات الدولية في قطاع الخدمات المالية الإسلامية.

وفي ظل الرؤية المستقبلية الحكومية، تتمتع البحرين بموقع ريادي في مجلس التعاون في تطوير قطاع الخدمات المالية من خلال استخدام التكنولوجيا والحلول الرقمية حيث توفر المؤسسات المالية في البحرين أفضل الخدمات الحديثة لعملائها مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف والمحافظ الالكترونية وغيرها.

أما التكنولوجيا المالية، فقد تم تبنيها عبر تأسيس «خليج البحرين للتكنولوجيا المالية» أكبر مركز متخصص للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي سيقدم للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات مجموعة متكاملة من الخدمات.

نموذج من الشركات البارزة التي استثمرت في قطاع الخدمات المالية في 2017

اللوائح التنظيمية والقوانين:

في ظل ازدهار الابتكار، تقوم البحرين بمراجعة وتحديث التشريعات ومتطلبات الإشراف التنظيمي، وذلك حفاظاً على تطور بيئة الأعمال لتتناسب مع التطورات المطردة في القطاع المالي.

البيئة الرقابية التجريبية للتكنولوجيا المالية

أعلن مصرف البحرين المركزي عن طرح البيئة الرقابية التجريبية للتكنولوجيا المالية، وهي عبارة عن بيئة افتراضية للمؤسسات المرخصة من قبل مصرف البحرين المركزي وغيرهم من المستثمرين المحليين والأجانب لاختبار حلول خدمات التكنولوجيا المالية المبتكرة بدون تحمل تكاليف التراخيص والالتزام باللوائح التنظيمية والترخيص المفروضة على المؤسسات التقليدية.

الحوسبة السحابية

تدرك البحرين بأن التطور التكنولوجي في جميع المجالات الاقتصادية في ازدياد مستمر وبشكل لا يمكن تجاهله، ومن أهم هذه التطورات هي الحوسبة السحابية.

لذلك، تبنّى مصرف البحرين المركزي تغييرات تنظيمية تتيح استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية في هذا القطاع، وفتح المجال أمام البنوك المحلية والأجنبية لرفع البيانات على السحابة. وفي خضم كل ذلك، سوف يستفيد قطاع الخدمات المالية من أكثر بروتوكولات الأمن تطوراً وحماية للبيانات، وهو ما يجيب على التساؤلات حول الأمن في العالم الرقمي.

اللوائح التنظيمية للتمويل الجماعي

طرحت البحرين لوائح تنظيمية لأنشطة التمويل الجماعي والتي تسمح بالتمويل عن طريق القروض بالإضافة إلى العديد من فرص التمويل عبر الاستحواذ على حصص في مشاريع التكنولوجيا المالية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الناشئة، من دون الحاجة للبنوك التقليدية. ويقدم برنامج التمويل عبر الاستحواذ على حصة فرصة جذب العديد من المستثمرين لتمويل المشاريع الناشئة، مما يقلل من المخاطر ويجعل من عملية التمويل أقل كلفةً، كما يتميز هذا الخيار بتوافقه مع أحكام الشريعة الإسلامية، إذ تعتبر أنشطة التمويل الجماعي من صميم المبادئ المالية الإسلامية.

الحوكمة الشرعية

قدم مصرف البحرين المركزي نموذجاً جديداً للحوكمة الشرعية، والذي سيتم تفعيله في 30 يونيو 2018. وسوف يطبق مشروع القانون على جميع المصارف الإسلامية سواءً كانت في قطاع التجزئة أو الجملة.

وبناءً على هذا النموذج، تعتزم البحرين إرساء مبادئ حوكمة رائدة في قطاع الصيرفة الإسلامية، والتي ستشكل حجر الأساس لمعايير الحوكمة الشرعية على المستوى الدولي. أما بالنسبة للبنوك الإسلامية في البحرين، فسوف يسفر عن ذلك مستويات أعلى من الشفافية، والحوكمة، والكفاءات بما يحمي حقوق المستثمرين وأصحاب المصلحة.